نظرية الانفجار الكبير المقترحة هي التفسير الأكثر شهرة لأصل كوننا. يشير هذا النموذج إلى أن الفضاء كان مضغوطًا، مما أدى إلى حالة أصغر وأكثر كثافة وأكثر سخونة. خلال هذه الحالة، التي كانت موجودة منذ حوالي 13.800 مليار سنة، تم إنشاء جميع العناصر الأساسية التي تساهم في وجودنا. ومع ذلك، يتساءل الكثير من الناس ماذا كان هناك قبل الانفجار الكبير؟.
لذلك، سنخبرك في هذه المقالة بما كان موجودًا قبل الانفجار الكبير وما هي النظريات التي تدعمه.
ما هو الانفجار الكبير
أول شيء هو أن نعرف ما هو الانفجار العظيم. وهي النظرية العلمية التي تشرح نشأة الكون وتطوره كما نعرفه. ووفقا لهذه النظرية، بدأ الكون في الوجود منذ حوالي 13.8 مليار سنة في حالة شديدة الحرارة والكثافة. في تلك اللحظة الأولية، كل المادة والطاقة التي تشكل الكون الحالي كانت مركزة في نقطة متناهية الصغر، وهي نقطة التفرد.
ومع مرور الوقت، شهدت هذه النقطة توسعًا هائلاً وأصبحت الكون المتوسع الذي نعرفه اليوم. وأثناء هذا التوسع، انخفضت درجة الحرارة وبردت المادة، مما سمح بتكوين الذرات، ولاحقًا النجوم والمجرات. وتستمر عملية التوسع والتبريد هذه حتى يومنا هذا.
ماذا كان هناك قبل الانفجار الكبير؟
على الرغم من هذه النظرية المقبولة على نطاق واسع، فقد تعمق البحث العلمي في ما كان موجودًا قبل الانفجار الكبير. لمن يعرف الموضوع , قد يبدو من غير المعقول التشكيك في الأحداث التي حدثت قبل ولادة كوننا، كما نفهمها حاليًا. وذلك لأنه، بحسب هذه النظرية، تم ضغط جميع مكونات الكون في جسم لا يزيد حجمه عن ثمرة الخوخ، عند درجة حرارة تزيد على ألف تريليون درجة. إلا أن هناك عدة فرضيات تسعى إلى توضيح ما كان موجودا قبل هذا الحدث الحاسم.
وقد شكلت هذه النظريات تحديات كبيرة للفيزياء، كما ذكر المصدر المذكور أعلاه. يكمن تعقيد السؤال في حقيقة أن الرياضيات يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود في هذا البحث. لكن، لقد أثبت الواقع أنه مختلف تمامًا. دعونا نطورها.
خلال مقابلة حديثة أجرتها ناشيونال جيوغرافيك إن إسبانيول، وصف الدكتور فلاديمير أفيلا ريس، الباحث في معهد علم الفلك التابع للجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM)، المبادئ الثلاثة الرئيسية لنظرية الانفجار الكبير.
- يفتقر الكون إلى النقاط التي تعتبر مميزة، كونها خصائص الزمكان وفيزيائية المادة والطاقة المكافئة في أي موقف واتجاه معين في المتوسط.
- الكون ليس ساكنًا، فقد بدأ من حالة التفرد وهو في حركة مستمرة منذ ذلك الحين. وتتميز حركتها بالتمدد أو الانكماش، وهو ما تحدده طبيعة تركيبها المادي والطاقي.
- ومع حدوث التوسع، خصائص كل من المادة والطاقة تخضع لتحول كبير. كان كل شيء في الماضي أقرب بكثير وأكثر كثافة وسخونة وأكثر نشاطًا من الحاضر.
يبقى السؤال عما كان موجودًا قبل الانفجار الكبير لغزًا للعلماء والباحثين على حدٍ سواء. إن فهم أصول الكون يشير إلى أن أي حدث قبل الانفجار الكبير يتجاوز فهمنا وحدود معرفتنا العلمية الحالية.
الكون ecpyrotic
يشير مصطلح "الكون المشع" إلى نموذج كوني افتراضي يشير إلى أن الكون خضع لعملية دورية من التوسع والانكماش، حيث تبدأ كل دورة بـ "الانفجار الكبير" وتنتهي بـ "الانهيار الكبير". تفترض هذه النظرية أن نهاية كل دورة تؤدي إلى اختزال الكون إلى حالة عالية الطاقة، تسمى "الحالة الأثيرية"، والتي تبدأ منها دورة جديدة.
الافتراض الأولي له أصله في الكون المتجمد، وهو نموذج كوني يشرح بداية الكون وبنيته. يستفيد هذا النموذج من التقدم المحرز في نظرية الأوتار.
ووفقا لهذا النموذج، يمكن أن يكون الانفجار الكبير ببساطة نتيجة لعملية أكثر شمولا. في الأساس، تشير هذه النظرية إلى أن الكون يتكون من أنماط تطورية متكررة. بجانب، ويؤدي هذا المفهوم إلى إمكانية وجود أكوان موازية.
تتشابك الفرضية المعنية بقوة مع نظرية الأوتار، التي لم تحظ بعد بالاعتراف الكامل داخل المجتمع العلمي. العديد من المفاهيم التي تقترحها هذه النظرية، بما في ذلك تعدد الأبعاد، والأغشية، والمدار، لا تزال قيد المناقشة وتظل دون حل.
على الرغم من الادعاء سابقًا بأن نظرية الكون المتجمد قد تم تجاهلها إلى حد كبير، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى خلاف ذلك. نشر الفيزيائيان روبرت براندنبرجر وزيوي وانج من جامعة ماكجيل في كندا ورقة بحثية في عام 2020 تشير إلى أنه لا يزال هناك الكثير لاستكشافه فيما يتعلق بهذه النظرية قبل أن يتم استبعادها تمامًا. ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه عندما ينكمش الكون إلى نقطة صغيرة بشكل لا يصدق ويعود إلى حالة تشبه الانفجار الكبير، هناك إمكانية إجراء فحص أكثر تفصيلا ومراجعة أكثر شمولا.
رأي ستيفن هوكينج فيما كان قبل الانفجار الكبير
كان ستيفن هوكينج فيزيائيًا مشهورًا يتمتع بقدرة فريدة على شرح المفاهيم العلمية المعقدة للجمهور العادي. لقد كان قادرًا على القيام بذلك باستخدام لغة وتشبيهات بسيطة يمكن لأي شخص فهمها. لم تكن تفسيرات هوكينج متاحة فحسب، بل كانت أيضًا دقيقة وغنية بالمعلومات، مما جعل عمله موضع تقدير كبير بين المجتمع العلمي وعامة الناس. رغم معوقاته الجسدية بسبب حالته الصحية. تألق تألق هوكينج في كتاباته وخطاباته، وترك أثرا دائما في مجال الفيزياء وخارجها.
كان لدى ستيفن هوكينج رؤية مختلفة للكون المتجمد. خلال مقابلة مع عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي نيل ديجراس تايسون، كشف هوكينج عن رأيه في السؤال الأساسي: ماذا كان هناك قبل الانفجار الكبير؟
يفترض هوكينج أنه قبل الانفجار الكبير كانت هناك حالة تفرد: لحظة من الزمن توقفت فيها قوانين الفيزياء عن التطبيق. وأوضح العالم أنهم يستخدمون المنهج الإقليدي في دراستهم للجاذبية الكمية وأصول الكون. يتضمن هذا النهج عرض تاريخ الكون في زمن خيالي كسطح منحني في البعد الرابع، يشبه سطح الأرض ولكن مع بعدين إضافيين.
آمل أن تتمكن من خلال هذه المعلومات من معرفة المزيد حول ما كان موجودًا قبل الانفجار الكبير.