وفي عام 1110 كان يعتقد أن القمر قد اختفى. وبعد سنوات، اكتشف العلماء أن السماء أظلمت بسبب الانبعاثات الصادرة عن البراكين. ومع ذلك، فقد كان يعتقد دائما ماذا سيحدث لو اختفى القمر. نحن نعلم أن القمر له تأثيرات مختلفة على كوكبنا وأنه مسؤول عن المد والجزر كما نعرفها.
إذن ماذا سيحدث إذا اختفى القمر فجأة؟ سنخبرك هنا بكل ما تحتاج إلى معرفته.
آثار القمر على الأرض
يمارس القمر تأثيرًا كبيرًا على الأرض، مما يولد سلسلة من التأثيرات التي يمكن ملاحظتها بوضوح ودراستها من قبل العلماء. هذه التأثيرات هي نتيجة تفاعل الجاذبية بين القمر وكوكبنا:
- المد والجزر: أحد التأثيرات الأكثر وضوحًا لتأثير القمر على الأرض هو المد والجزر. تتسبب جاذبية القمر في ارتفاع وانخفاض مستوى المياه في المحيطات بشكل دوري. وهذا يؤدي إلى المد والجزر العالية والمنخفضة التي نشهدها مرتين في اليوم. تولد قوة جاذبية القمر المد والجزر على جانبي الأرض المواجه للقمر (المد العالي) والجانب المقابل (المد العالي المقابل).
- تقدمية محاور الأرض: يساهم تأثير جاذبية القمر والشمس على الأرض أيضًا في تقدمية محاور الأرض. تتسبب هذه الظاهرة في خضوع محور دوران الأرض لحركة دورية بطيئة على مدار فترة تقارب 26,000 عام. تؤثر المبادرة على الفصول وأنماط الطقس الأخرى.
- الاختلافات في طول اليوم: يؤثر القمر أيضًا على دوران الأرض. يؤدي نقل الزخم الزاوي من الأرض إلى القمر بسبب قوة الجاذبية إلى تباطؤ تدريجي في دوران الأرض. وينتج عن ذلك زيادة بطيئة في طول اليوم على مدى ملايين السنين.
- تكوين المحيطات: ويُعتقد أيضًا أن القمر لعب دورًا مهمًا في تكوين محيطات الأرض. تشير النظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع إلى أنه منذ مليارات السنين، أدى تأثير كبير بين الأرض وجرم سماوي بحجم المريخ إلى إطلاق مواد إلى الفضاء، والتأمت هذه المواد في النهاية لتشكل القمر. أدى وجود القمر إلى استقرار دوران الأرض وسمح للمياه بالتراكم على السطح.
- ضوء القمر والإيقاعات البيولوجية: يمكن أن يؤثر الضوء الذي يعكسه القمر أيضًا على الإيقاعات البيولوجية لبعض الأنواع، مثل الحيوانات الليلية والنباتات التي تعتمد على الضوء في عملية التمثيل الضوئي.
ماذا سيحدث لو اختفى القمر؟
وتفيد وكالة ناسا أن القمر يقع على مسافة 358.266 كيلومترا من الأرض. نتيجة لجاذبية القمر، يتم إنتاج المد والجزر، والتي تعمل بمثابة حاجز ضد الحرارة. وبدون هذا التأثير، ستعاني البيئة من درجات حرارة شديدة يمكن أن تغير النظم البيئية. في الأساس، يساعد القمر على استقرار الظروف على الكوكب. ولكن ماذا سيحدث لو اختفى القمر؟
الدكتور أليخاندرو فرح سيمون هو عضو محترم في معهد علم الفلك التابع لجامعة المكسيك الوطنية المستقلة (UNAM) وبرنامج الفضاء الجامعي (PEU) وقد شارك في الأبحاث المتعلقة به.
إذا اختفى القمر فجأة سيكون التأثير على الأرض كبيرًا. وسيكون التغيير الأكثر إلحاحا هو تغيير أنماط المد والجزر، الأمر الذي سيكون له آثار ضارة على النظم البيئية البحرية والمناطق الساحلية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل جاذبية القمر على استقرار ميل الأرض حول محورها، مما يخلق أنماط مناخية وطقس متسقة.
وبدون القمر، فإن محور الأرض سوف يتذبذب، مما يسبب تغيرات مناخية شديدة وأنماط مناخية لا يمكن التنبؤ بها. بشكل عام، سيكون لاختفاء القمر تأثير عميق على كوكبنا والحياة التي يدعمها. بالنسبة للمستوى الذي ندور فيه حول الشمس، ويبلغ ميل الأرض حوالي 23,5 درجة. إن جاذبية القمر للأرض هي التي تحافظ على كوكبنا في مكانه.
ومع ذلك، إذا اختفى القمر فجأة، سيصبح ميل الأرض بارزًا ويسبب تغير المناخ. وإذا زاد ميل الأرض إلى 90 درجة، فسيظل أحد الجانبين في ظلام دامس لمدة ستة أشهر، بينما سيتدمر الجانب الآخر بسبب أشعة الشمس.
ويوضح المختص أن اختفاء القمر لن يحدث فجأة. بل سيكون نتيجة لحدث كارثي لا يمكن تصوره وسيكون له أيضًا آثار خطيرة على الأرض.
تعتمد الحيوانات المفترسة على كميات صغيرة من ضوء القمر للصيد بكفاءة. وبدون هذا الضوء، قد تهرب الفريسة لأنه سيكون من الصعب على الحيوانات المفترسة اكتشافها. على الجانب الآخر، يمكن أيضًا أن تتضرر الحياة البحرية بسبب درجات حرارة المحيط غير المنتظمة. وبالإضافة إلى التحول المفاجئ نحو القطب، فإن هذه المشكلة من شأنها أن تلحق الضرر بالمجتمعات البحرية كما نعرفها اليوم.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يحدث هذا السيناريو في المستقبل القريب، إذ لا يوجد حتى الآن تهديد أو دليل على تدمير القمر أو اختفاءه.
هل القمر يبتعد عن الأرض؟
السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين هو ما إذا كان القمر يبتعد تدريجياً عن الأرض.
على الرغم من أن هذه المشكلة قد تسبب بعض القلق، إلا أنها في النهاية ليست مشكلة كبيرة. تظهر الحسابات العلمية أن قوة جاذبية الشمس والقمر على الأرض تسبب حدثًا معينًا. وينتج عنه يتحرك القمر الصناعي الطبيعي تدريجيًا بعيدًا عن كوكبه الأصلي. وهذه الظاهرة هي نتيجة لحركات المياه، التي تزيد المسافة بين الأرض والقمر تدريجيا مع مرور الوقت.
وللحفاظ على توازن دقيق، من المتوقع أن تزداد المسافة إلى القمر بنحو 3 سنتيمترات كل عام. ونتيجة لذلك، خلال فترة مليون سنة، سيغير القمر موقعه بحوالي 30 كيلومترًا.
آمل أن تتمكن من خلال هذه المعلومات من معرفة المزيد عما سيحدث إذا اختفى القمر.