السودان: بلد على شفا الفناء بسبب تغير المناخ

  • يواجه السودان ارتفاعًا في درجات الحرارة قد يصل إلى 3 درجات مئوية بحلول عام 2060، مما يهدد نظامه البيئي وقابليته للسكن.
  • يعاني أكثر من 4,6 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف وتغير المناخ.
  • البلاد معرضة بشدة لخطر التصحر، مما يؤدي إلى نزوح جماعي لسكانها.
  • إن التخفيف من آثار تغير المناخ يتطلب إيجاد حلول مستدامة ودعم مالي دولي.

الصحراء-السودان

السودان، أحد أفقر البلدان في أفريقيا والعالم، يواجه أزمة بيئية خطيرة بسبب تغير المناخ. مع وجود أكثر من 40 مليون نسمة يقيمون في هذا البلد، فمن المقدر أن قد ترتفع درجات الحرارة بما يصل إلى ثلاث درجات مئوية بحلول عام 2060، وفقًا للتوقعات التي أصدرتها منظمات مختلفة، بما في ذلك شبكة CNN. إن هذه الزيادة الهائلة لا تهدد صلاحية المنطقة للسكن فحسب، بل قد تؤدي إلى كارثة بيئية غير مسبوقة.

إذا تحققت هذه التوقعات المناخية، قد تتعرض الحياة كما نعرفها في السودان للخطر بشكل خطيرفي منطقة تعاني بالفعل من التصحر الشديد والعواصف الترابية المتزايدة الشدة.

سودان

السودان، الذي يقع في شمال شرق أفريقيا ويحده البحر الأحمر، يتميز بالصحاري القاحلة بالكامل تقريبًا، مع وجود مناطق قليلة من السافانا في الجنوب. عادة ما تتجاوز درجة الحرارة في هذا البلد 42 درجة مئوية يوميًا تقريبًا. ولذلك فإن زيادة أخرى قدرها ثلاث درجات مئوية قد تعني انهيار الحياة في هذا الجزء من العالم، حيث إن عددا قليلا من الكائنات الحية تستطيع أن تتحمل درجات حرارة تبلغ 45 درجة مئوية باستمرار. الجسم البشري معرض لـ درجات حرارة 40 درجة مئوية لفترات طويلة، قد تعاني من تلف شديد في الدماغ أو حتى الموت.

وتتراوح درجة الحرارة المثالية لعيش الإنسان بشكل مريح بين 21 و26 درجة مئوية، وهو ما يقرب من نصف ما هو متوقع للسودان في عام 2060.

كما أن الظروف المناخية الحالية تتفاقم بسبب وجود العواصف الترابية، والمعروف محليًا باسم "هبوب". ورغم أن هذه الظواهر تعتبر من السمات المميزة للمناطق القاحلة، فإنها تحدث بوتيرة أكبر وشدّة أكبر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

ويكشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 4,6 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائيمع توقعات بأن 3,2 مليون شخص آخرين قد يفتقرون إلى القدرة على الوصول إلى المياه في الأمد القريب. لقد أصبح الوضع خطيرا للغاية لدرجة أن العديد من السودانيين يفرون من منازلهم، ويتركون وراءهم أراضيهم، وفي كثير من الحالات، عائلاتهم.

عواقب تغير المناخ في السودان

يعتبر السودان بالفعل أحد أكثر البلدان ضعفاً في سياق تغير المناخ. وفيما يلي تسليط الضوء على العواقب الرئيسية التي خلفتها هذه الظاهرة في المنطقة:

  • ارتفاع درجات الحرارة: ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في السودان بمقدار 1,1 درجة مئوية إلى 3,1 درجة مئوية بحلول عام 2060، مما سيؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية. يعكس هذا اتجاهًا عامًا لوحظ على مستوى العالم، حيث زيادة في متوسط ​​درجة الحرارة يؤثر على العديد من مناطق الكوكب.
  • التصحر: وقد أدت موجات الجفاف الشديدة إلى تدهور كبير في الزراعة، مما أدى إلى انخفاض خصوبة التربة.
  • انعدام الأمن الغذائي: لقد أثر عدم اليقين في أنماط هطول الأمطار بشكل خطير على الإنتاج الزراعي، مما أجبر الكثيرين على الهجرة بحثًا عن ظروف معيشية أفضل. وقد لوحظت هذه الظاهرة أيضًا في مناطق أخرى من العالم، مثل ألمانياحيث نشعر بتأثيرات قوية.
  • نزوح السكان: أُجبر أكثر من 600.000 ألف شخص على مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات والكوارث البيئية الأخرى منذ عام 2013.

إن تأثير تغير المناخ على الحياة اليومية للشعب السوداني كبير. بدأت المجتمعات التي اعتمدت في السابق على الزراعة والرعي التقليديين تشهد تغيرات جذرية. الإفقار المتسارع. وفقًا لمركز رصد النزوح الداخلي (IDMC)، فإن ما يقرب من 70% من سكان الريف ما زالوا يعتمدون على الزراعة البعلية من أجل معيشتهم. ولم يؤد هطول الأمطار غير المنتظم إلى انخفاض المحاصيل فحسب، بل تسبب أيضًا في حدوث فيضانات مدمرة وجفاف طويل الأمد، وهو الأمر الذي يحدث أيضًا في بلدان صغيرة أخرى مثل موريتانيا.

ويساهم الجفاف في تأجيج التصحر، مما يؤثر على حزام السافانا في شمال البلاد، مما أدى إلى تقدم الصحراء مما أدى إلى نزوح شعوب بأكملها.

الحلول والاستراتيجيات الممكنة

وإدراكًا لخطورة الوضع، بدأ الخبراء في اقتراح حلول يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه الآثار الكارثية. ومن الضروري تنفيذ خطط واستراتيجيات التكيف المتجددة التي تمكن الشعب السوداني من التكيف مع البيئة المتغيرة.

وقد تشمل المبادرات ما يلي:

  • تطوير المحاصيل المقاومة: يتم البحث عن أصناف المحاصيل التي يمكنها تحمل الجفاف والظروف الأكثر حرارة بشكل أفضل، وهو أمر حيوي في هذا السياق تغير المناخ في السودان.
  • تحسينات الري: إن تنفيذ تقنيات الري الأكثر كفاءة يمكن أن يكون ضروريا لتحقيق أقصى استفادة من المياه المتاحة خلال مواسم الجفاف. وتعتبر هذه التحسينات ضرورية، لأنها حيوية لمستقبل الزراعة.
  • إنشاء خزانات المياه: إن إنشاء "الحفائر" (خزانات المياه) من شأنه أن يسهل الاحتفاظ بالمياه ويضمن الري في أوقات الندرة.
  • إعادة التحريج: تتعلم المجتمعات كيفية زراعة الأشجار لمكافحة التصحر، وهو ما قد يكون له تأثير كبير في مكافحة تغير المناخ.

وعلاوة على ذلك، يجب أن تكون الصحة أيضًا محورًا لأي استراتيجية للتكيف، نظرًا قد تؤدي الظروف المناخية الحالية إلى تفاقم انتشار الأمراض مثل الملاريا والكوليرا. إن الاستثمار في التعليم لبناء مجتمعات قادرة على الصمود أمر بالغ الأهمية لضمان بقائها في مواجهة تحديات المناخ المستقبلية. ومن المهم أيضًا أن نأخذ في الاعتبار كيفية يؤثر تغير المناخ على النساء الحوامل، وهو عامل لا ينبغي تجاهله.

ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من الجهود المحلية، فإن تغير المناخ يمثل مشكلة عالمية تتطلب استجابة دولية. تخفيض غازات الاحتباس الحراري ويجب أن يكون هذا الأمر من الأولويات على أجندة السياسات في الدول المتقدمة، لأن السودان، مثله مثل الدول الأخرى في القارة الأفريقية، لم يكن مسؤولاً عن أزمة المناخ الحالية، ولكنه أحد ضحاياها الرئيسيين.

الحاجة إلى الموارد المالية

وعلى الرغم من أن السودان يعد من أكثر البلدان تضررا من تغير المناخ، فإنه يحصل على تمويل أقل بكثير مقارنة بالدول الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة. ويجب على المجتمع الدولي أن يكون أكثر استباقية في توفير الدعم المالي لتطوير وتنفيذ خطط التكيف التي تعالج الظروف المناخية القاسية.

يتعين على المنظمات الدولية والحكومات أن تعمل معا لضمان تخصيص الموارد اللازمة لمعالجة تغير المناخ. وفي هذا الصدد، أعرب العديد من الخبراء عن الحاجة إلى استثمارات كبيرة لتعزيز قدرة المجتمعات في المناطق المعرضة للخطر على الصمود. ويتضمن ذلك الاستثمار في البنية التحتية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الآثار، كما ورد في التحليل البنى التحتية الخضراء.

وإلا فإن ذلك سيكون له تأثير دائم، ليس على السودان فحسب، بل وعلى الدول المجاورة والعالم أجمع. إن السودان، مثل غيره من البلدان الأفريقية، يعيش واقعاً قاسياً يتمثل في تغير المناخ. وهذا التحدي لا يقع على عاتقهم فحسب، بل يعتمد أيضاً على بذل جهد عالمي جماعي للتخفيف من آثاره وإيجاد حلول قابلة للتطبيق.

السودان: تغير المناخ غير صالح للسكن

فيضان في كوستاريكا
المادة ذات الصلة:
الفيضانات وتغير المناخ: التأثيرات والضعف خلال 25 عامًا قادمة

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.