في جزر البليار، نشهد أيامًا من الحرارة الخانقة. لم تُفاجئ أحدًا. وقد دفع وصول موجة الحر هذه إلى تفعيل تنبيهات مُختلفة في المجتمع، وخاصةً في مايوركا، حيث وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (AEMET) فيما رفعت خدمات الطوارئ درجة اليقظة تحسبا لدرجات حرارة قد تصل إلى نحو 39 درجة مئوية في الأيام المقبلة. هذه درجات الحرارة غير عادية بالنسبة لشهر يونيووقد أدى ذلك إلى مراقبة الوضع عن كثب من قبل السلطات المحلية والسكان.
أطلقت السلطات حملات إعلامية مُوجّهة للمقيمين والسياح على حد سواء، بهدف تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الحالات الشديدة. ولا تقتصر أهمية الترطيب وتجنب التعرض لأشعة الشمس في الساعات المركزية من اليوم، ولكنها تؤكد أيضًا على دور الوقاية من ضربة الشمس المحتملة، وخاصة في الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والعمال المعرضين لأشعة الشمس.
توقعات الطقس لجزر البليار
وتتفق النماذج الجوية على أن الحرارة الشديدة ستستمر. طوال الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع. تم تفعيل التحذير البرتقالي في مايوركا، والذي يشمل كلاً من الساحل الداخلي والجنوبي للجزيرة، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 38 درجة مئوية خلال ساعات الذروة، وخاصة يومي السبت والأحد. في مينوركا ومناطق أخرى من الأرخبيل، الوضع مقلق أيضًا، مع تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة وليالٍ لا يُتوقع فيها انخفاض الحرارة عن 20 درجة مئوية.
وفقًا لتوقعات AEMET، لا توجد فرصة لهطول الأمطار في الأيام القادمة وستبقى البيئة مستقرة وجافة ومشمسة. ستكون الأشعة فوق البنفسجية مرتفعة بشكل خاص — بقيم 9 و10— ولهذا السبب يوصى باتخاذ تدابير مثل استخدام واقي الشمس والبحث عن مناطق مظللة.
الإجراءات الوقائية والنصائح لموجات الحر
أطلقت حكومة جزر البليار حملة موحدة تحت شعار "الحرارة قد تكون قاتلة، الوقاية ضرورية"، يركز البرنامج على نصائح أساسية وضرورية لتجنب المواقف الخطرة. من بين الإرشادات الأكثر تكرارًا:
- تقليل النشاط البدني أو الرياضي خلال الساعات الأكثر حرارة (من الساعة 12:00 إلى الساعة 16:00)
- ارتدِ ملابس خفيفة، وقم بتغطية رأسك وابحث عن مناطق مظللة
- اشرب الماء بشكل متكررحتى لو لم تكن عطشانًا
- اختاري وجبات خفيفة وطازجة واستخدمي الحماية من الشمس يوميًا.
- أغلق الستائر وقم بتهوية المنزل خلال ساعات الطقس الأقل حرارة.
زيادة في تنبيهات ضربة الشمس وقد أدى ذلك إلى تعزيز المراقبة في المراكز الصحية والمستشفيات، وخاصةً بين الفئات الأكثر ضعفًا. ففي العام الماضي وحده، وردت أكثر من 20 بلاغًا عن احتمالية حدوث ضربة شمس، وإن كانت الحالات الخطيرة قليلة. وتؤكد بعض الحوادث، مثل حادثة رضيع في مينوركا، على أهمية اتباع هذه التوصيات.
التأثير على العمال المعرضين للخطر والنقاش حول اللوائح
قطاع البناء في جزر البليار وتقع هذه القضية في قلب النقاش، حيث تمنع لوائح الضوضاء الحالية في العديد من المجالس البلدية، مثل بالما وكالفيا، بدء أعمال البناء قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً. ويطالب أصحاب العمل والنقابات بمرونة أكبر لبدء العمل الأكثر هدوءاً في الصباح الباكر وتجنب المهام الأكثر تطلباً التي تتزامن مع أعلى درجات الحرارة في النهار. وتؤدي موجات الحر وتغير المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة.ويعتبرون أن الإجراءات الحالية غير كافية لضمان سلامة العاملين في القطاع.
وعلاوة على ذلك، تم الكشف عن ثغرات في تنفيذ بروتوكولات الوقاية خلال أيام التحذير البرتقالية أو الحمراء، مما يدل على أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لضمان حصول جميع أماكن العمل على وسائل كافية للترطيب والحماية لموظفيها.
حملات التوازن والتوعية
وتؤكد السلطات على أهمية وعي المواطن واتباع النصائح المنشورة عبر وسائل الإعلام الرقمية والإذاعة والصحافة المحلية ووسائل النقل العام. ولا تزال خطة الأرصاد الجوية، التي فُعّلت لأكثر من 50 يومًا في الصيف الماضي، الأداة الرئيسية لتنسيق الاستجابة لموجات الحر، مع إصدار تحذيرات للسكان خلال الظروف الجوية القاسية بشكل خاص.
يُذكّر المواطنون بالاتصال بالرقم 112 في حالات الطوارئ أو عند ظهور أعراض حرارة شديدة. كما تُنشر حملات توعية بعدة لغات للوصول إلى السكان والزوار، لإيصال رسائل واضحة حول المخاطر والإجراءات الوقائية.
صيف 2025: ماذا نتوقع؟
كل شيء يشير إلى أن صيف عام 2025 سيكون حارًا بشكل خاص. في جزر البليار، وفقًا لتوقعات وكالة الأرصاد الجوية الأسترالية (AEMET) والنماذج الأوروبية، من المرجح أن يكون متوسط درجات الحرارة أعلى من المعدل لهذا الموسم، ولا يُستبعد أن تكون هذه الفترة من بين أشد فصول الصيف حرارةً على الإطلاق. يُنصح بتوخي أقصى درجات الحذر، والالتزام بالتحذيرات، وتعديل روتينكم اليومي للحد من المخاطر.
يعكس السيناريو في جزر البليار أن ارتفاع درجات الحرارة هو حقيقة واقعة وأن يجب أن يشارك المجتمع بأكمله في الوقايةوتظل التحذيرات سارية المفعول، ومن الضروري اتباع النصائح الصحية والطوارئ لمواجهة أصعب أيام الصيف بأمان قدر الإمكان.