تستمر مشاكل طائرة بوينغ ستارلاينر: التأخير والأعطال الفنية وتجاوز التكاليف يولد عدم اليقين في مستقبلها

  • لا يزال برنامج Starliner التابع لشركة Boeing يواجه تأخيرات وتجاوزات في التكاليف تجاوزت 1.800 مليار دولار.
  • اختارت وكالة ناسا استبدال استخدام Starliner في العديد من المهام بكبسولة SpaceX’s Crew Dragon.
  • وتدرس شركة بوينغ إمكانية بيع قسمها الفضائي، الأمر الذي قد ينهي مشاركة ستارلاينر في المهام المستقبلية.
  • سيعود رواد الفضاء المحاصرون في محطة الفضاء الدولية بعد فشل ستارلاينر إلى الأرض في فبراير 2025 على متن كبسولة سبيس إكس.

أدت المشاكل الفنية والمالية التي تواجهها بوينغ مع كبسولة ستارلاينر إلى وضع مستقبل برنامج الفضاء للشركة موضع شك. منذ إنشائها، مرت ستارلاينر بالعديد من التحديات التي أخرت تطويرها وتشغيلها، مما أدى إلى تجاوز التكاليف بملايين الدولارات.

ورغم الجهود التي بذلتها شركة بوينغ. تعرضت المركبة الفضائية ستارلاينر لأعطال فنية مستمرةمما دفع وكالة ناسا إلى اللجوء إلى حلول بديلة للحفاظ على عملياتها. بدلاً من الاستمرار في الاعتماد على Starliner، اختارت وكالة الفضاء استخدام كبسولة Crew Dragon التابعة لشركة SpaceX في العديد من المهام التي كانت مخصصة في الأصل لسفينة Boeing.

الأعطال الفنية وتجاوز التكاليف: تاريخ من التأخير

لقد ابتلي برنامج Starliner، الذي طورته شركة Boeing بغرض نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، حوادث فنية منذ رحلتها الأولى في عام 2019. أثناء أول محاولة طيران بدون طيار، منع عطل في نظام التوقيت المركبة الفضائية من الوصول إلى المدار الصحيح، مما أدى إلى اختبارات إضافية وتأخير كبير في البرنامج.

على الرغم من اكتمال مهمة ثانية غير مأهولة بنجاح في عام 2022 وتمكن مركبة ستارلاينر من الالتحام بمحطة الفضاء الدولية، إلا أن المشاكل لا تزال قائمة. وذكرت وكالة ناسا أن ستارلاينر قدمت تسرب الهيليوم وفشل التحكم في التفاعلمما قلل من الثقة في السفينة للرحلات المأهولة.

بالإضافة إلى المشاكل التقنية التي واجهتها الشركة تجاوزات التكاليف التي يبلغ مجموعها بالفعل أكثر من 1.800 مليار دولار، الأمر الذي أضر بالوضع المالي لشركة بوينج وأثار تساؤلات حول جدوى مشروع ستارلاينر.

رواد الفضاء محاصرون وتم إلغاء المهام

رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية

حدثت الكارثة التقنية الأخيرة عندما بقي رائدا فضاء ناسا، بوتش ويلمور وسوني ويليامز "محصورون" في محطة الفضاء الدولية بعد فشل ستارلاينر. فشلت السفينة في محاولتها العودة إلى الأرض، مما اضطر وكالة ناسا إلى اتخاذ قرار صعب: فبدلاً من المخاطرة بحياة رواد الفضاء مرة أخرى في سفينة متضررة، اختارت الوكالة تأجيل عودتها حتى يصبح رواد الفضاء آمنين بما يكفي للعودة على متن كبسولة SpaceX.

ولتجنب المزيد من الإزعاج، قررت ناسا ذلك سيعود ويلمور وويليامز في فبراير 2025 بمهمة SpaceX’s Crew-9. وفي الوقت نفسه، تولى رواد الفضاء مسؤوليات إضافية في محطة الفضاء الدولية، حيث قاموا بإجراء تجارب علمية ومهام الصيانة. حتى أنه تم تعيين ويلمور قائداً للبعثة.

تثق وكالة ناسا بشركة SpaceX لتحل محل Starliner في المهام الرئيسية

فشل ستارلاينر

وفي مواجهة المشاكل المستمرة، قررت ناسا ذلك ستكون SpaceX المورد الرئيسي لمهام تناوب رواد الفضاء المستقبلية نحو محطة الفضاء الدولية. سيتم الآن تنفيذ المهام التي كان من المقرر تنفيذها باستخدام Starliner، مثل Crew-10 وCrew-11، بواسطة كبسولة Crew Dragon التابعة لشركة SpaceX.

ولا تزال رحلة Starliner-1، التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس 2025، غير مؤكدة. وقد أعربت وكالة ناسا بالفعل عن شكوكها حول ما إذا كانت السفينة ستكون جاهزة لذلك التاريخ، الأمر الذي يزيد من تعقيد وضع بوينغ. وبينما لا يزال هناك وقت لاتخاذ القرار النهائي، ناسا لا تثق تمامًا في أن Starliner يفي بمتطلبات السلامة اللازمة لنقل رواد الفضاء.

بوينغ تدرس بيع قسمها الفضائي

بوينج ستارلاينر

وفي مواجهة هذه التوقعات المحبطة، أدى الوضع المالي لشركة بوينج إلى ذلك النظر في بيع قسم الفضاء الخاص بها. تقوم الإدارة الجديدة للشركة، بقيادة الرئيس التنفيذي كيلي أورتبيرج، بمراجعة جميع أقسام الشركة لتحديد أي منها مربح وأيها ليس كذلك. من الواضح أن من بين الأقسام المعرضة لخطر التفكيك هي فرقة ستارلاينر.

وعلى الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد، فإن الانفصال عن ستارلاينر قد يحرر بوينغ من مشروع تراكم خسائر مالية ضخمة. وبحسب ما ورد خسرت الشركة أكثر من 250 مليون دولار في الربع الثالث من عام 2024 وحده بسبب فشل ستارلاينر.

وقد أعرب Ortberg عن نيته القيام بذلك تبسيط العمليات وتركيز الموارد شركة بوينغ في مجال الطيران التجاري والدفاع، مما يعرض استمرارية برنامج الشركة الفضائي للخطر.

المستقبل الغامض لبرنامج ستارلاينر

ناسا بوينغ

مع كل هذه النكسات والنجاح المدوي الذي حققته شركة سبيس إكس في نقل رواد الفضاء، أصبح مستقبل مركبة ستارلاينر الفضائية موضع تساؤل بشكل متزايد. وقد أجرت ناسا بالفعل العديد من تقييمات المخاطر وأجلت عدة مرات إطلاق المهمة التشغيلية الأولى للمركبة الفضائية، والتي كان من المقرر إجراؤها في البداية في أوائل عام 2025. أدى فشل الرحلة التجريبية إلى تأخير إصدار شهادة ستارلاينر، وتكافح شركة بوينغ لتلبية المتطلبات المحددة..

وعلى الرغم من كل العقبات، تواصل بوينغ القول بأنها ملتزمة بنجاح ستارلاينر وستواصل العمل على تطويرها. ومع ذلك، فإن المشاكل المستمرة والتقدم الذي يحرزه منافسوها، مثل SpaceX، يدعو إلى التشكيك في جدوى Starliner في مستقبل النقل الفضائي.

لم يكن برنامج بوينغ ستارلاينر يمثل تحديًا تقنيًا فحسب، بل كان تحديًا ماليًا أيضًا. تبددت الآمال في منافسة المركبة الفضائية Crew Dragon التابعة لشركة SpaceX، وتواجه الشركة قرارات صعبة بشأن مستقبل قسم الفضاء الخاص بها. ومع اعتماد ناسا بشكل أكبر على SpaceX في المهام الرئيسية، سيتعين على شركة Boeing إعادة التفكير في استراتيجيتها إذا أرادت البقاء في سباق الفضاء، الذي يتسم بالتنافسية والتطلب بشكل متزايد.


اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها ب *

*

*

  1. المسؤول عن البيانات: ميغيل أنخيل جاتون
  2. الغرض من البيانات: التحكم في الرسائل الاقتحامية ، وإدارة التعليقات.
  3. الشرعية: موافقتك
  4. توصيل البيانات: لن يتم إرسال البيانات إلى أطراف ثالثة إلا بموجب التزام قانوني.
  5. تخزين البيانات: قاعدة البيانات التي تستضيفها شركة Occentus Networks (الاتحاد الأوروبي)
  6. الحقوق: يمكنك في أي وقت تقييد معلوماتك واستعادتها وحذفها.