
اكتشف الجيولوجيان جيم مكاليستر وألين أجنيو في عام 1948 أ ظاهرة غريبة التي أثارت غموضها واهتمام العلماء في جميع أنحاء العالم لأكثر من نصف قرن. نحن نشير إلى الحجارة التي تتحرك من تلقاء نفسها في وادي الموت، تقع في كاليفورنيا. تحدث هذه الظاهرة في إحدى أكثر المناطق قسوة على وجه الأرض، والمعروفة بدرجات حرارتها الشديدة ومناظرها الطبيعية القاحلة، مما ساهم في إحاطتها بهالة من الغموض.
في البداية، كانت الفرضية الأكثر شيوعًا هي أن الرياح كانت مسؤولة عن تحرك الصخور عبر المنطقة الرملية الكبيرة، وهي قاع بحيرة سابق. ومع ذلك، تم رفض هذه النظرية بسرعة، حيث المسارات غالبًا ما تتقاطع وتتداخل حركات الحجارة، وهو الأمر الذي لن يحدث لو كانت الرياح هي العامل الرئيسي المسؤول عن الحركة.
على مر السنين، تم إجراء العديد من التحقيقات لمحاولة كشف سر الحجارة التي تتحرك من تلقاء نفسها. لكن هذه التحقيقات تركت أسئلة أكثر من الإجابات، وحتى الآن لم يتم تصوير أي لقطات فيديو لهذه الظاهرة. وقد أدت الأبحاث إلى ظهور نظريات مختلفة، تتراوح من تدخل القوى الخارقة للطبيعة إلى تفسيرات أكثر منطقية تعتمد على الظواهر الطبيعية.
الفرضية الأكثر قبولاً حتى الآن هي أن الصخور تنزلق عبر الصحراء صفائح الجليد التي تتشكل تحت السطح بسبب الظروف المناخية الخاصة بالمكان. تحدث هذه الظاهرة عادة في فصل الشتاء، عندما يتسبب الهواء البارد في تجميد أمطار اليوم السابق، مما يشكل طبقة رقيقة من الجليد تسمح للحجارة بالانزلاق، على الرغم من أن هذا لا يفسر بشكل كامل سبب تغير شكل بعض الحجارة. عنوان أو العودة على طول المسارات التي اتخذتها بالفعل.
وقد كشفت أحدث الدراسات أن الصخور قادرة على تسريع حركتها حتى 2 متر في الثانيةولكن من الصعب ملاحظة هذه السرعة دون استخدام التكنولوجيا المتقدمة. وكان الباحثون في جامعة كولومبيا يقودون الجهود لالتقاط حركة الصخور، وتثبيت أجهزة تتبع وكاميرات لتسجيل أي نشاط. ربما لا يكون الجواب النهائي لهذا اللغز بعيدًا كما كان يُعتقد سابقًا، وكل يوم يقترب خطوة من حل الظاهرة.
الصخور في وادي الموت، وتحديدًا في المنطقة المعروفة باسم مضمار السباق بلايالقد كانت موضوعًا للفتنة منذ أواخر القرن التاسع عشر. لاحظ السكان المحليون أن العديد الصخور تركت أخاديد على الأرض، مما يدل على أنهم قد تحركوا. ومع ذلك، ظلت الظاهرة دون تفسير لأكثر من قرن من الزمان. وفي عام 2014 أجريت دراسة تمكنت أخيراً من رصد حركة الحجارة في الوقت الحقيقي.
وقد أظهرت بعض البيانات التي خرجت بها هذه الدراسة أن مزيج الماء والجليد والرياح هو الذي يسهل حدوث هذه الظاهرة. خلال فصل الشتاء، تتشكل برك من مياه الأمطار تتحول إلى جليد عندما تنخفض درجات الحرارة في الليل. يخلق هذا الجليد بيئة خالية من الاحتكاك تقريبًا، مما يسمح بنسيم لطيف بتحريك الحجارة، والتي يمكن أن تنزلق لمسافات كبيرة. خلال إحدى الأحداث الموثقة، لوحظ أن بعض الحجارة تحركت لمسافة تصل إلى 224 المترو في عدة مراحل.
لقد أدت قدرة الحجارة على التحرك بهذه الطرق الخارقة للطبيعة على ما يبدو إلى ظهور نظريات باهظة أضافت إلى أسطورتها. وقد اقترح البعض أنه ربما تم جرهم بواسطة كائنات فضائيةفي حين تساءل آخرون عما إذا كانت الظاهرة هي نتيجة لقوى مغناطيسية أو ظواهر جوية لم يسبق لها مثيل. لكن العلماء ناقشوا هذه النظريات، وركزوا على التفاعل بين الجليد والرياح باعتباره المحرك الرئيسي وراء حركة الحجارة.
وتناولت الدراسة المذكورة أيضًا تحليل كيفية تأثير شكل الحجارة على مساراتها. على سبيل المثال، تترك الحجارة ذات الأسطح الخشنة مسارات مستقيمة، في حين تميل الحجارة الأكثر نعومة إلى ترك مسارات أكثر انحناءً. يوفر هذا التباين في النمط للباحثين المزيد من المعلومات المسارات حول كيفية ولماذا تتحرك الحجارة بالطريقة التي تتحرك بها.
ولكن اللغز الحقيقي لا يكمن فقط في حركة الصخور، بل أيضا في بيئة وادي الموت نفسه. هذا هو أحد أكثر الأماكن تطرفًا على وجه الأرض، حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 56 درجة مئويةمما يجعلها بيئة معادية للحياة. إن هطول الأمطار نادر، مما يساهم في جفاف المناظر الطبيعية ونقص الغطاء النباتي. وهذا يجعل ظاهرة الحجارة المتجولة أكثر غرابة، لأن الحياة في هذا المكان صعبة للغاية.
يواصل الجيولوجيون استكشاف التاريخ الجيولوجي لهذه المنطقة، حيث كان Racetrack Playa عبارة عن قاع بحيرة قديمة كانت موجودة منذ آلاف السنين. وقد أثبتت الدراسات أن الصخور تتكون من مواد مثل دولوميتا y السيانيت، كانت موجودة في المنطقة منذ ملايين السنين، وهي نتاج للتآكل الذي حدث في الجبال المحيطة. لقد أصبح وادي الموت، إلى جانب ظاهرة الصخور المتحركة ذاتيا، مكانا مثيرا للاهتمام لكل من السياح والعلماء.
وفي مجال الظاهرة، من المهم للغاية فهم الخصائص الفيزيائية للأحجار والتربة التي تستقر عليها. إن درجات الحرارة القصوى في الوادي تخلق بيئة حيث لا يؤدي التآكل إلى تشكيل الصخور فحسب، بل يؤثر أيضًا على كيفية تحركها. ومع استكشاف هذه الجوانب بشكل أكبر، تنشأ المزيد من الأسئلة حول هذه الظاهرة، مما يجعل وادي الموت موقعًا مستمرًا للاكتشاف والبحث.
بالإضافة إلى ظاهرة انزلاق الحجارة الشهيرة، يتمتع وادي الموت بمعالم جذب أخرى تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. على خلفية المناظر الطبيعية القاحلة، والمساحة الشاسعة، والحياة البرية النادرة، يعد الوادي مكانًا حيث يمكن استكشاف العجائب الطبيعية وتقديرها. من أدنى نقطة في أمريكا الشمالية، حوض مياه سيئةمن الوديان والجبال المحيطة بالسهل الصحراوي الشاسع، كل زاوية مليئة بالتاريخ والجيولوجيا الفريدة.
وكعنصر إضافي، نقشت الثقافة الشعبية وادي الموت في أذهان الكثيرين باعتباره مكانًا للغموض والفتنة. وقد ألهمت فكرة تحرك الحجارة من تلقاء نفسها قصصًا ونظريات تزيد من الفضول حول هذه المنطقة الفريدة. وفي الثقافة الشعبية، تم استخدام هذه الظواهر في الأفلام والكتب والأفلام الوثائقية، مما يدل على الاهتمام المستمر بالأسرار التي تحيط بنا. ويحافظ العلماء على التوازن بين الانبهار بالمجهول والبحث عن الإجابات من خلال البحث والدراسة.
وادي الموت ليس مجرد مكان لمشاهدة تحرك الحجارة، بل هو موقع حيث يلتقي العلم والطبيعة في مشهد فريد ومكشوف. الصخور، على الرغم من كونها غير حية، تقدم نظرة ثاقبة على العمليات الجيولوجية التي شكلت كوكبنا على مدى ملايين السنين وما زالت تفعل ذلك.
إلى جانب جمالها الطبيعي وغموضها، تمثل وادي الموت جزءًا حيويًا من عالمنا، حيث تعلمنا عن قدرة الطبيعة على الصمود في الظروف القاسية والحفاظ على روح الاستكشاف البشري.
- الحجارة التي تتحرك من تلقاء نفسها تتحرك عن طريق مزيج من الجليد والرياح.
- تمت دراسة هذه الظاهرة منذ عام 1948، ولكن تم رصدها بالفيديو لأول مرة في عام 2013.
- يعد الوادي أحد أكثر الأماكن تطرفًا على وجه الأرض من حيث درجة الحرارة وندرة المياه.
- يؤثر شكل ووزن الحجارة على مسار حركتها.
هذا أمر لا يصدق ، أعتقد أنها معجزة من الله ، أشكركم على وضع هذه المعلومة
إنه حقا لغزا.